في ليلة 3 سبتمبر عام 1873 ، إختفى "جيمس وارسون" بشكل لم يستطع أن يفسره أحد حتى هذه اللحظة .. كان إختفاءه شيء يتجاوز حدود عقولنا !
كان "جيمس بيرن وارسون" صانع أحذية عاش في ليمنجتون ، وارويكشاير ، إنجلترا. كان يمتلك متجر صغير بإحدى الطرق الفرعية المؤدية إلى وارويك. كان وارسون يحظى باحترام الناس في مجاله المتواضع ، حيث كان رجل أمين وصادق بشهادة الجميع ، ولكن الشيء الوحيد الذي كان يعيبه ، هو أنه مدمن إلى حد ما على شُرب الخمر. وكان معروف عليه أنه عندما يكون مخمورا ، يصنع رهانات حمقاء وتافهة مع الناس ، وكان أيضا يحب تحدي الأشخاص للقيام بأمور معينة من أجل المتعة ..
في إحدى الليالي وتحديدا في الثالث من سبتمبر عام 1873 ، كان وارسون في حانة يشرب برفقة صديقيه ، الأول كان صانع قماش يدعى "بارهام وايز" والثاني كان مصور يدعى "هامرسون بيرنز" ، وعندما إنتهوا من الشرب غادروا الحانة وهم في حالة سكر ، وأثناء ذلك أراد وارسون أن يقوم بتحدي ما ليستمتع بليلته ، فقام بمراهنة رجل إلتقاه في الطريق ، حيث كان الرهان أن يركظ وارسون بدون توقف طوال الطريق إلى كوفنتري والعودة ، مسافة تزيد عن أربعين ميلاً ، وكان الرهان على حصة من المال ..
إنطلق وارسون بالفعل بينما كان صديقه والرجل الآخر يتبعونه من الخلف على متن عربة ، ولعدة أميال ركظ وارسون بشكل جيد للغاية ، دون أن يبدوا عليه إرهاق واضح ، لأنه كان يتمتع حقًا بقدرة كبيرة على التحمل ، وكان يتلقى تشجيعا من صديقيه الذان كانا يلقيان له كلمات تحفيزية من حين لآخر ، مما منحه حماسا أكبر ، ولكن في منتصف الطريق ، فجأة ، بدا وارسون وكأنه تعثر في شيء وزلت قدمه وهوى ساقطا في تجاه الأرض ، وأطلق صرخة رهيبة ، وقبل أن يلمس الأرض اختفى! . هكذا بدون أي مقدمات أو سبب واضح ، كأنه تبخر في الهواء !! ..
لم يستوعب صديقيه والرجل الذي راهنه ماحدث أمام أعينهم ، في البداية ظنوا أنه سقط في حفرة ، لكن عندما بحثوا عنه في المكان الذي إختفى فيه والمناطق القريبة ، لم يجدوا له أي أثر ، لم يعرفوا كيف يتصرفوا لأن ماحدث أمام ناظرهم كان شيء لايصدقه عقل !
بعد فقدانهم الأمل في العثور عليه ، عاد الرجال الثلاثة إلى ليمنجتون وهم يائسون ، وسردوا ماحدث بالتفاصيل المملة ، لكن لم يصدقهم أحد ، وتم احتجازهم من قبل الشرطة وحققوا معهم ، لكن في النهاية تم تصديقهم لأنهم كانوا يتمتعون بسمعة طيبة في المدينة ، وكان معروف عليهم الصدق . لكن رغم ذلك ظل بعض الأشخاص غير مصدقين لرواية صديقيه والرجل ، حيث شعروا أن روايتهم تحتوي على جزء مفقود ، وأن هناك تفاصيل أخرى قاموا بإخفاءها لسبب ما .
تقول بعض النظريات أن جيمس دخل بشكل أو بآخر في بعد زمني آخر أو بوابة زمنية ، وذلك هو سبب اختفاءه.
أطلق على واقعة إختفاء وارسون عنوان "السباق غير المكتمل"، و على الرغم من كثرة النظريات المجنونة عن اختفاء وارسون بهذه الطريقة ، والتي قد تبدوا غير معقولة للكثيرين ، ولكن هناك شيء واحد مؤكد ، وهو أن مصير وارسون لا يزال مجهولا حتى الآن .