القصة الحقيقية المرعبة لفلم the conjuring 2 !!


الكثير منا شاهد على الأقل واحد من الأجزاء الثلاثة لفيلم الرعب الشهير the conjuring ، ولكن القليل منا يعرف أن هذه السلسلة ، تستند أحداثها على قصص حقيقية تم إقتلاعها من جذور الواقع. وفي هذه الحلقة ، سنسلط الضوء على القصة الحقيقية للجزء الثاني من الفيلم ، والتي مازالت حتى الان تثير الرعب في النفوس .


 

القصة الحقيقية لفلم the conjuring 2
القصة الحقيقية لفلم the conjuring 2



أحداث القصة تبدأ في العام 1977 ، حينما أرسلت الأم أطفالها للنوم ، وجلست تستمتع بمتابعة التلفاز لوحدها في غرفة الجلوس. وماهي إلا لحظات قليلة ، حتى سَمعت أصوات ضجيج قادمة من غرفة إبنتيها في الطابق الثاني ، فصرخت تطالبهما بالتوقف عن اللعب والخلود إلى النوم ، لكن الأصوات إستمرت بالصدور. فغضبت السيدة "هودجسون" ونهظت لتصعد إلى غرفة ابنتيها حتى تكتشف ماذا يفعلان ، لكن بمجرد أن فتحت الباب ، حتى شاهدت الفتاتين جالستين بصمت في فراشهن وهن ينظرن بخوف إلى خزانة الثياب الخشبية الثقيلة ، حيث كانت قد تحركت من مكانها عند الجدار وإستقرت في منتصف الغرفة ، فتعجبت الأم من ذلك وقامت بدفع الخزانة ببطء حتى أعادتها لمكانها ، ولكن ما أن إبتعدت قليلا ، حتى تحركت الخزانة مجددا من تلقاء نفسها ، وعادت لتستقر وسط الغرفة ، لقد كان الأمر مرعبا ، وراود الأم شعور غريب بوجود شيء ما معهم في الغرفة ، شيء مجهول وغير مرئي. ثم فجأة ، سمعت ثلاث طرقات متتالية على الجدار ، بعده صار صمت قصير لبضع لحظات ، ثم عاد الطرق مجددا ، لكن هذه المرة على جدار آخر .


إرتعبت الأم مما يحدث ، وأخذت أطفالها الأربعة ثم توجهت إلى منزل جارتها طالبة المساعدة ، فقامت الجارة المُستغربة بإرسال زوجها "فيك" ليتحقق من الأمر ، وهو رجل ضخم البنية وقوي العضلات كان يعمل في مجال البناء. فدخل المنزل وراح يتفحص في أرجاءه ، مع البداية لم يلاحظ أي شيء غريب أو خارق ، ثم سمع فجأة طرقا على الجدار لم يعرف مصدره ، فصعد إلى الطابق الثاني بحثا عن سبب الصوت ، لقد كان الصوت يتبعه كظله أينما توجه في المنزل ، فشعر الرجل بالخوف ، إلا انه تشجع وهبط إلى القبو ، ظنا منه بأن مصدر هذا الصوت ، قد يكون عطل في أنابيب المياه ، لكنه تفاجئ بأن الأنابيب كانت سليمة ، ومع هذا استمر الطرق المجهول. فانطلق الرجل عائدا إلى منزله خائفا .. 


وصفت السيدة هودجسون ماحدث في تلك اللحظة قائلة : "لم أر في حياتي رجلا بهذه الضخامة مرعوبا بهذا الشكل" .


بعد أن أصبح الموضوع مزعج وغريب ، قامت السيدة هودجسون باستدعاء الشرطة ، وفعلا حضر شرطي وشرطية ، وفتشوا المنزل مطولا بحثا عن مصدر صوت هذا الطرق على الجدران ، لكن في النهاية لم يعثرا على شيء ، ثم فجأة أثناء ذلك صرخ أحد أبناء السيدة هدجسون مشيرا بيده نحو كرسي في غرفة الجلوس. الشرطية "كارولين هيبز" وصفت ما رأته في تلك اللحظة بما يلي : "كان هناك كرسي بجانب الأريكة ، نظرت إليه ولاحظت بأنه يرتجف بقوة ، ثم بدأ يتحرك من تلقاء نفسه حتى إستقر عند حائط المطبخ ، لقد سار لمسافة حوالي 4 أقدام قبل أن يتوقف" . 


الشرطيان قاما بفحص الكرسي جيدا بحثا عن خيط أو خدعة ما ، لكنهما لم يجدا شيئا ، فتملكهما الرعب وغادرا بسرعة بعد أن أخبرا السيدة هودجسون بأن ما يجري في منزلها ليس من إختصاص الشرطة .


القصة الحقيقية لـ فيلم the conjuring 2
صورة حقيقية لعائلة هودجسون



في الأيام التالية ، زادت وتيرة الأحداث الغامضة في منزل السيدة هودجسون ، وسرعان ما انتشرت الأخبار في الحي ، حتى وصلت إلى أسماع الصحافة ، فحضر مراسلان من جريدة دايلي ميرور للتحقيق في القضية ، وقد وصف أحدهما تلك الزيارة قائلا : "كانت هناك فوضى عارمة. الأشياء تطير في الهواء من تلقاء نفسها ، والناس يصرخون برعب" . 


وبعد نشر التقرير في دايلي ميرور ، تقاطر المراسلين على منزل العائلة ، حتى أن هيئة الإذاعة البريطانية BBC ، أرسلت فريقا قام بتسجيل صوت الطرق الغامض على الجدران ، لكن عند عودتهم لمقر عملهم وجودا جميع التسجيلات محذوفة بدون سبب .


بعد عدة أسابيع ، إتصلت السيدة هودجسون بجمعية البحوث الروحانية البريطانية ، تأمل في أن يساعدوها ، فقامت الجمعية بإرسال اثنان من محققيها ، هما "موريس جروس" و "غاي ليون بلايفير" ، واللذان قاما لاحقا بكتابة عن تجربتهما في منزل أنفيلد . ومنذ اليوم الأول لهما مع العائلة شاهد المحققان أمورا في غاية الغرابة ، المحقق موريس يقول بأنه شاهد مكعبات لعبة تطفو في الهواء ، وحين أمسك بواحدة منها كانت حارة ، ورأى الأثاث يتحرك ويسير من تلقاء نفسه ، وشاهد قميصا على الطاولة يرتفع سابحا في الهواء .


الظواهر الغريبة كانت تتركز حول إبنتي السيدة هودجسون ، خصوص الابنة الصغرى جانيت ، كان كل شيء يصاب بالجنون في حضورها ، الأثاث يتحرك من تلقاء نفسه ، الأشياء تطفو في الهواء ، القضبان الحديدية تلتوي ، أكواب الماء تمتلئ من تلقاء نفسها ، الكتب تظهر وتختفي ، التلفاز يعمل من تلقاء نفسه ، الموقد الحجري الضخم ينقلع من الجدار ويتدحرج حتى منتصف الحجرة. كل شيء كان يدور حول جانيت ، وأقسم أهلها وبعض الجيران بأنهم شاهدوها تطير في غرفتها ، ثم أخذت تدخل في حالة من اللاوعي تشبه الصرع ، كانت خلالها تصبح في غاية القوة ، حتى أنها دفعت مرة أحد الصحفيين فرمته في الهواء لمسافة أربعة أمتار ، وبدأت تتكلم بصوت أجش يخرج من فمها ، من دون أن تحرك شفتيها ، كان صوتا لرجل عجوز متعب وفض ، وبظهور هذا الصوت أدرك المحققان بأنهما أمام حالة مس شيطاني ، فأخذا يتحدثان مع الصوت ، أو بالأحرى مع الكيان الذي تلبس بجسد جانيت ، ويسجلان تلك الأحاديث على أسطوانات ، وقد عرفا من خلال تلك المحادثات بأن صاحب الصوت هو عجوز يدعى بيل ويلكنز ، عاش في المنزل منذ سنوات بعيد

قصة مرعبة حقيقية
صورة أبناء هودجسون

ة ، ومات وحيدا بجلطة في الدماغ ، وقد وصف هو في إحدى محادثاته كيفية موته قائلا : "قبل أن أموت أصابني العمى وحدث لي نزيف في الرأس فشعرت بالنعاس ثم مت على الكرسي الموجود بجانب السلم في الطابق السفلي"


العجيب هو أن جانيت ، كانت لا تتذكر أي شيء مما تقوله الروح على لسانها بعد خروجها من حالة اللاوعي أو التلبس ، كأنها كانت مخدرة أو نائمة. وللتأكد من أن الفتاة لا تصطنع تغيير صوتها ، جعلها المحققان تشرب القليل من الماء وتحتفظ به في فمها ، خلال فترة تكلم الصوت على لسانها .


وقاما أيضا باستشارة طبيب مختص بالحنجرة ، فأخبرهما بأن احتمال أن تكون الفتاة تتصنع التكلم بهذا الصوت الغليظ من دون أن تحرك شفتيها ، يبدو مستحيلا ، لأن ذلك سيؤدي حتما إلى تدمير حبالها الصوتية خلال دقائق معدودة. أما أغرب ما في الأمر فهو أن شخصا إتصل بالمحقق موريس بعد عدة شهور ، وأخبره بأنه أبن السيد بيل ويلكنز ، وبأن والده مات فعلا في منزل السيدة هدجسون قبل سنوات طويلة .


خلال تلك الفترة ، قام المحققان أيضا بنصب كاميرات حساسة في غرفة جانيت ، كانت هذه الكاميرات تعمل بشكل آلي في حالة حدوث أي حركة غريبة داخل الحجرة ، فتبدأ بالتقاط الصور بواقع صورة واحدة كل ربع ثانية. وبواسطة هذه الكاميرات ، تمكن المحققان من إلتقاط مجموعة صور حيرت وأرعبت الكثير من الناس في انجلترا آنذاك ، وتحولت بمرور الزمان إلى أيقونة لجميع حالات وقضايا التلبس والمس الشيطاني. فبعض تلك الصور أظهرت تحرك الأثاث والمفروشات من تلقاء نفسها في غرفة جانيت ، وبعضها أظهرت جانيت وهي تطير في الهواء داخل غرفتها ، وقد ارتسمت على وجهها ملامح الرعب والفزع ، كأنما هناك قوة خفية تحملها وتدور بها في أرجاء الغرفة ، قالت عنها جانيت مرة في لقاء مع القناة الرابعة الانجليزية : "أنا كنت منقادة لقوة خفية لا احد يستطيع فهمها , أنا فعلا لا أحب التفكير فيها كثيرا ، وغير واثقة من أنها كانت فعلا شريرة ، كانت على الأرجح تود أن تصبح جزءا من عائلتنا ، لم تكن تريد أن تلحق الضرر بنا ، كانت قد ماتت في المنزل وتريد أن تترك بسلام ، الطريقة الوحيدة لها كي تتواصل مع الآخرين كانت عن طريقي وطريق شقيقتي" .


قصص رعب واقعية the conjuring 2
صورة حقيقية لجانيت وهي ترتفع في الهواء



الأحداث الغريبة في منزل عائلة هودجسون ، إستمرت لحوالي أربعة عشر شهرا ، وبدأت تهدأ بالتدريج ابتداء من خريف عام 1978 ، كانت هناك أصوات وطرقات من حين لآخر ، لكن ليس مثل الأول. ولم تعد جانيت تتعرض لنوبات المس ، ثم تزوجت مبكرا في سن السادسة عشر وغادرت المنزل .


وبصورة عامة ، لم يكن المستقبل كريم مع عائلة هودجسون ، فالابن جوني مات يافعا في سن الرابعة عشر جراء إصابته بمرض السرطان ، وكذلك فقدت جانيت إبنها الذي مات خلال نومه في سن الثامنة عشر. أما الأم مارغريت هدجسون ، فقد عاشت في المنزل وحيدة بعد أن غادر أبنائها ، حتى فارقت الحياة عام 2003.


بعد موت الأم مارغريت ، سكنت المنزل عائلة جديدة تتكون أيضا من أم وأربعة أطفال ، لم يكونوا يعلمون شيئا عن تاريخ المنزل ، ولم يمض وقت طويل ، حتى بدأت الأمور الغريبة تحدث مع العائلة الجديدة ، قالت الأم بأنها كانت تشعر بأن هناك من يراقبها باستمرار ، وقال أطفالها بأنهم كثيرا ما كانوا يستيقظون في ساعة متأخرة من الليل ، على صوت أناس يتحدثون في الطابق الأرضي ، مع أن جميع من في المنزل كانوا نائمين. وقال أحد الأبناء أنه أستيقظ في إحدى الليالي ، ليشاهد رجلا مخيفا يقف فوق رأسه وينظر إليه بطريقة غريبة ، وكانت تلك الحادثة كافية لكي تلملم العائلة حقائبها ، وتغادر المنزل من غير عودة . حاليا المنزل مسكون من قبل عائلة أخرى ترفض الحديث إلى الصحفيين .


في عام 2016 ، تم إنتاج فيلم الرعب الشهير "الشعوذة" بجزءه الثاني ، والذي كان يتناول أحداث هذه القضية الحقيقية المرعبة .

أيوب أزداد

إسمي أيوب، عمري 25 سنة ، باحث وكاتب شغوف في مجال قصص الرعب والظواهر الغامضة وعالم الخوارق. انشأت هذه المدونة بهدف مشاركة هذا الشغف معكم من خلال مقالات مكتوبة . تحياتي لكم

Post a Comment

Previous Post Next Post